2012/12/31

ذكرياتي 1


فكّر في غدك قبل يومك !


عام بعد عام ،، تمضي السنوات وتُنسى ولا يبقى في هذا الكون إلا العمل الصالح والطالح أيضا !! قد نحقق في فترة قصيرة كثيرا من الإنجازات ,, وقد لا نحقق شيءً 

ولكن الأهم والأهم ,, ان نعمل لشيء واحد فقط لا غير :: 
هو ارضاء المولى عزّ وجل .. 

~ اللهم ارض عنّا ~

في آخر يوم من كلّ عام ,, 

أتذكر كيف استيقظت يومها وانا كلّي أمل لعام جديد .. استحضرت كل ما مرّ بي في تلك السنة من احداث .. ! لم اكن افكر الا في أن الوضع عادي وجدّا ولا يفصلنا عن العام الجديد الا سويعات .. لم أفكر في انّه ستكون فيها لحظات خالدة .. بل حتى وان فكرت فلن يدخل عقلي اي شيء منه حينها !

وكان ما كان وجاءنا الخبر .. خبر الوفاة ،، وأي وفاة ؟؟ وفاة الوالد رحمة الله عليه ! لا يستطيع الانسان توقعها فلا تدري نفس متى تموت .. لم أفكر يومها الا في اثنين لا غيرهما ... أمّي التي كانت معه وأمّهُ [جدّتي] التي كانت في المنزل .. ! 

الأولى :: فكرت أن كيف تلقت الخبر او كيف هي الآن وقد رأت زوجها شريك حياتها يغادرها في غير رجعة !  زوجها الذي كانت معه في سراء الأمور وضراءها ،، في القرح والفرح .. هي الآن تفقده ، أعز ما تملك حقّا !! 
فكرت في : كيف لها أن تصبر .. أمّي التي فقدت أمها قبل سبعة أشهر فقط !! من الذي يواسيها ؟ حتى خطر ببالي أن قد أودّع أمي أيضا !

>> أخبرتني بعدها :: أنّها كانت في أقصى درجات الإطمئنان .. حتى أن من كان في المشفى كلّهم قدموا لرؤية المرأة التي توفى زوجها وبقيت هادئة صابرة لقضاء الله .. كان كل من يراها يسألها أنت من توفى زوجك قبل قليل ونظرات الاستغراب تملأ أعينهم ؟؟ 

الثانية :: جدّتي (رحمها الله) التّي كانت بالمنزل كنت أفكر في : كيف ستتلقى الخبر ؟ .. ابنها وفلذة كبدها الذي سهرت وتعبت على تربيته .. فرحت لفرحه وحزنت لحزنه .. ابنها الذي لربما مرض يوما .. فتراها أحييت الليالي من أجل تمريضه وصنعت كل شيء لكي يشفى ,, وأن لا تففقده يومًا .. ولكنها فقدته ! كان لسان حالي يومها :: من يستطيع اخبارك يا "يمّا" من له الجرأة ليخبر امرأة عن فقد عزيزها ؟ كنت أقول أسرعوا بي الى المنزل هناك من ينتظر أن أكون بجانبه !! 

وقد نسيت أن المصاب كان يهمني أيضا .. ! كيف نسيت ذلك ؟ .. حقيقة لا أدري ! هي وأظنها رحمة من الله أن هوّن عليّ الخبر ! 

الأهم من كل هذا .. أن والدي لم يدفن يومها !! بل شهد معنا دخول العام الجديد .. الألفين وستة ! وكتب الله له ذلك .. والأجمل منه أنه رحمه الله شهد ودفن في أجمل أيام الله هي العشر من ذي الحجة .. يا سبحان الله ! 

فلا تدري نفس  بأي أرض تموت .. رحم الله موتانا وموتى المؤمنين !!







جميع الحقوق محفوظة TH3 Professional security ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر