2013/01/09

صناعة الشموخ ,, مداني حديبي

 رسائل يقدمها لي أستاذي وأبتي : الشيخ مداني حديبي في شكل حلقات هذه أولها  بعنوان " صناعة الشموخ " جزاه الله خير الجزاء.




ابنتي الغالية:أمينة:


أول ما تحرصين عليه في مسار حياتك الدعوية والتربوية والمهنية هو صناعة الشموخ والعزة والهمة والريادة...فلا سعادة ولا نجاح ولا توفيق بدونهم..:




قلت للصقر وهو في الجو عالٍ ... اهبط الأرض فالهواء جديب

قال لي الصقر: في جناحي وعزمي ... وعنان السماء مرعى خصيب




قال ابن القيم: الأرواح في الأشباح كالأطيار في الأبراج، وليس ما أعد للاستفراخ كمن هيئ للسباق. من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله.


ولا شك أن الهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات :
فهذه العنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً ، ولا يقبل منة الأم .
وأما الحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبيعتها الظلم 
والغراب يتبع الجيف والصقر لا يقع إلا على الحي
والأسد لا يأكل البايت من اللحم ، والفيل يتملق حتى يأكل، والخنفساء تطرد فتعود.
فالقلوب جوالة: فإما أن تجول حول العرش أو أن تجول حول الحشّ...
وهذا يحي بن يحيى رحل إلى الإمام مالك وهو صغير .. وسمع منه وتفقه، وكان مالك يعجبه سمته وعقله، روي انه كان عند مالك في جمله من أصحابه، إذ قال قائل: "قد حضر الفيل" فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه ... فقال له مالك:" لم لا تخرج لترى الفيل"لأنه لا يكون بالأندلس"فقال له يحيى إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أجئ لأنظر إلى الفيل فأعجب به مالك، وسماه:عاقل أهل الأندلس...
وليكن شعارك:خلقت لي نفس تواقة....



وذلك بتجسيد النقاط العملية الآتية:

أولا: شموخ في التخصص:واجعلنا للمتقين إماما:فبعد ما نالت ابنتي:أمينة.. المتميزة :شهادة الماستر..يجب أن تصل إلى درجة الدكتورة وتتبحر في تخصصها...

ثانيا: لن يسبقني إلى الله أحد:شعارك الروحي:فيكون لك حظ من قيام الليل والمناجاة والدموع والإستغفار بالأسحار...

ثالثا: القراءة المثمرة والمطالعة الواعية:على الأقل كتاب في الشهر:كما قال الشيخ الراشد:
العلم بالتعلم ، ولا بد من أخذ النفس بالشدة، وإطالة المجالس، وإحياء المحاورات، ولا يتملق الداعية لمالك حكمة حتى يمنحها له خير له من أسمار الأقران، وهذا عصر ثورة العلم ومنهجية الأعمال، والعمق شرط للمضي في المنافسة ، وما عادت الأحرف اليسيرة تدبر نقاشا أو ترشح صاحبها لندرة أو تقرير ناجح أو مقالة لها رواج أو خطبة ينصت لها الناس ، بل المليء هو سيد الساحات وأبو المنابر ، وما نظن أن حائز العلم الشرعي يستطيع بثه ما لم يضف إليه علما باللغة والآداب والتاريخ ومقدمات الاقتصاد والإدارة والعلوم التطبيقية ، مع نظرة في الفلسفة ، وهذا الشمول هو مظنة تأثيره في أوسط المثقفين ، ويدونه يتلعثم و يضطرب عرضه.

رابعا: الحرص الشديد على الدعوة والعمل الإسلامي:بنهم وحب وشوق ورغبة..لا تلكأ ولا تردد ...بل حرقة ولوعة... 
أي ابنتي: هذه الدعوة الربانية لا يصلح لها إلا صاحب الحرقة واللوعة والهم والهمة،ولا يحملها حق الحمل من غير احتراس ولا احتراز إلا الفارس المحب الذي لا يترجل والعاشق المتيم الذي إذا سدت في وجهه الأبواب دخل من النوافذ: فهذا يعيش كبيرا ويدعى في السماء عظيما ..أما الذي ينام ملء عينيه ويأكل ملء ماضغيه ويضحك ملء شدقيه..:فهذا يعيش صغيرا ويدفن على عجل ذليلا حقيرا.. وخير له ولدعوته أن ينصرف إلى غيرها من الدعوات الهزيلة والأهداف القريبة...:

قالـوا السعـادةُ في الســكون ... وفي الـخمــول وفي الجمود

في العيش بين الأهـــــل لا ...عيشُ المهاجـر والطــريـد

في المشي خلف الركـــب في ...دعــة وفي خطــو وئيـد

في أن تقـول كمـا يقـــال ... فــلا اعـتـراض ولا ردود

قلت: الحيـاةُ هي التحـــركُ ...لا السـكونُ ولا الهمـــود
وهــي التلــذذ بـالمتـــا ... عـب لا التلــذذُ بـالرقـود
هـي أن تذود عن الحيـــاض ... وأي حـــر لا يــــذود؟
هي أن تحـسَّ بأن كــــأسَ ... الذل مـن مــاء صديـــد



.....يتبع.... 


جميع الحقوق محفوظة TH3 Professional security ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر