منذ التحاقي بهذا العالم الواسع ، النت بكل محتوياتها ومواقعها من منتديات ومواقع تواصل اجتماعي ، مدونات وغيرها ، كنت أبحث دومًا عمّا يفيدني وأنهل منه .. ف جاذبية النت وأسره لم يمنعني يوماً من اعتزاله في حالات احساس فراغ الاستفادة منه .. !
أول البداية كانت سنة 2009 ، سجلت فيها في عدّة منتديات بداية من ملتقى الاخوان الى منتدى الطلبة الجزائريين فمواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك وتويتر ..فلم أطن قبلها استعمله الا في البحث والاستزادة بالمعلومات .. كنت في بداية الأمر أقف وقفة الملاحظ المسجل ، أتحسس حملات الإخوة في مصر ونشاطهم الالكتروني ، اتابع مدرجات المدونات وطرق عمل مسيّريها .. وأبحث دوما عن كل الطرق التي يسفيد بها روّاد هذا العالم الكبير ...
بحثت في البداية أيضا عن نشطاء جزائريين والذين قلّ تواجدهم في ذلك الوقت ، وكان البحث عنهم كبحث عن ابرة في كومة قش !
دخلت الكثير من المواقع أردت فيها تعلم أسرار الأرقام والحروف ، امتنعت أيضا عن التواصل مع مجهولي الهوية والغرباء ، فلم يغرني برنامج سكايب الشهير ولا الأماسان والياهو وغيرهم من برامج الدردشة وإضاعة الوقت ، كنت شغوفة بمعرفة سرّ ظهور المواقع بتلك الأشكال ، وخبايا تصاميمها وأيّ اللغات يفهمها هذا العالم ليظهر لنا الصورة بهذا الجمال ..
تعرفت حينها على بعض الأصدقاء من مصر والمغرب والأردن واليمن وفلسطين ، شكلنا فيها مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك للدعوة وخلق جوّ من النشاط الموحد في العالم الحقيقي ، فحاولنا أن نقيم حملات اجتماعية كقفّة رمضان وملابس العيد ، أودعوية كانت كختمات جماعية ومواضيع توعوية ، وغيرها الكثير ...
تيقّنت بعد ذلك أنّه ولابد ان أجد من مجتمعي ومحيطي من يشاركني الإهتمامات وحتى يكون لنا بعد ذلك أعمال مشتركة وحملات يسهل التواصل فيها ...
كنت حينها قد انضممت إلى أكاديمية جيل الترجيح ، والتي قد تابعت تأسيسها منذ أوّل الخطوات .. سعدت بمعرفة أن للأكاديمية فريق عمل إلكتروني " سمّي بالنضال الإلكتروني آن ذاك" ، وكنت أتحصر دومًا في كوني لا أعرف منتسبيه ، وكيف لي وانا متابعة حريصة وبكل خطوة مدقّقة ألا ألاحظ تحركات أيّ أحد منهم إلا القليل القليل والذي كان قد لا يتعدى الـ 5 ...
سعيت بعدها لتضييق مجال نشاطي الإلكتروني ، اهتممت بالأكاديمية ومنتداها أكثر ، كنت حقّا أطمح في الانتساب لفريق الحُلم ... تعرفت في المنتدى بالكثيرين ، أبرزهم كانت فتاة رائعة ، أختا وصديقة ، تصغرني سنّا وتكبرني عقلا بكل تأكيد ، تواصلت معها واتفقنا على تأسيس كتيبة ! نعم كتيبة إلكترونية أهدافها واضحة ، مجال عملها منحصر فقط في تنشيط منتدى الترجيح والاستفادة منه بكل السبل ، وكان ذلك صيف سنة 2011 ...
كان للكتيبة أثرها وصوتها المسمع ، في غياب تام لفريق النضال ، وقد حقّقنا بها كثيرا من الأهداف في أوّل شهر لتأسيسها .. حدث وأن جعلت منّا -وأختي الصديقة- عضوين في الفريق الإلكتروني بإمتياز .
انتسبت اذن في أواخر أوت لذات السنة لفريق النضال الإلكتروني ، وكنت بعد شهر واحد أحد قادته وعضوًا في الإدارة ، أين ساهمت في إعادة تأسيسه بعد الفتور الذي لحق به في أواخر ديسمبر 2011 ...
كان عامنا الذي يلي ذلك ، عام البطولات .. سعينا فيه وإدارة الفريق الإلكتروني أن نصنع الحدث وأن نحدث الأثر في عالم النت الجزائري ، وكان ذلك بإمتياز .. كثير من الصحف الورقية مثل الخبر اليومي وغيرها تحدثت عن النضال وكيف أنّ لحمس مناضلين إلكترونيين ينشرون فكرها ويوصلون صوتها لفئة طالما كانت مهملة وهي الأهم ...
تعرفت في تلك الفترة على الكثير الكثير من الأصدقاء في الجزائر الحبيبة ، أصحاب الأهداف والقيم ، وممن يستفاد من التعرف إليهم والعمل معهم . دخلت عالمي التدوين والأرشفة وتعلمت الكثير عن عالم تصميم المواقع وتسيير محتوياتها ...
انتهت مسيرة عملي مع فريق النضال الذي تحوّل قبل ذلك إلى قسم قائم بحدّ ذاته في أكاديمية جيل الترجيح في الأمس القريب ، وكلّي أسف عمّا سيفوتني من أجر منتسبيه ...
كثير من التفاصيل التي لم أذكرها قد لايصح البوح بها ، أو قد يصح .. أحببت ان أحتفظ بها لنفسي ، ومازلت بنفس العزم الذي بدأت به لمعرفة المزيد عن هذا العالم الواسع ولتحقيق أهداف أكبر .
ونحو البحث عن عالم جديد ...