لَكَمْ أساءَ لنا الأصدقاءُ والأحبابُ بتغافلهم عن عيوبنا وزلَّاتنا، ولَكَمْ اشتدت إساءتُنا لذواتنا حين ظنناهم فى كذبهم صادقين.
وفى مدحهم وثنائهم جُرْمٌ آخر لا يتجاوزه إلا ظننا صوابه رغم مخالفته اليقين الذى لدينا عن أنفسنا.
هل نحن بحاجة دائمًا إلى لقاء من لا يكترث بنا حتى نصل به إلى حقيقتنا؟ لماذا نحن دائمًا على موعد متأخرٍ جدًا مع حقيقتنا؟ لَكَمْ كان يسيرًا على المقربين إسداء بعض النصح ومكاشفتنا ببعض العيب والإشارة إلى مواطن النقص ولَكَمْ كان سهلًا على النفس القبول والاستيعاب والتفهم وكم كان فى ذلك وقايةً من ضياع مزيدٍ من العمر فى غيبةٍ عن حقيقتنا.
كلنا بحاجة إلى النصح وكلنا بحاجة إليه فى الوقت وإلَّا لم ينفع، وإلَّم يُسْدِهَا الصديقُ بإلحاحٍ وتواصلٍ فليس فى صداقته ما ينفع!
مرحبًا خصومى وأعدائى وكارهىَّ .. بكم أتلمس طريقى، فأنتم – لا من أُحِبُّ – من تمنحوننى مرآةً شفافةً أرى بها نفسى بعد أن وضع أصحابى وأحبابى على مرآتى كثيرًا من المساحيق والغشاوات!!
بقلم :: أحمد قابيل
عن مدونة :: مطاطيات حائرة