2013/02/23

إلا من أتى الله بقلب سليم


الا من أتى الله بقلب سليم


(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

يدرك سيّدنا ابراهيم في هذه الايات من سورة الشعراء أنه ليس هناك من قيمة في يوم الحساب إلا قيمة الإخلاص ، إخلاص القلب كله لله ، وتجرده من كل شائبة ، ومن كل مرض ، ومن كل غرض . وصفائه من الشهوات والانحرافات . وخلوه من التعلق بغير الله . 

فهذه سلامته التي تجعل له قيمة ووزنا(يوم لا ينفع مال ولا بنون); ولا ينفع شيء من هذه القيم الزائلة الباطلة ، التي يتكالب عليها المتكالبون في الأرض ; وهي لا تزن شيئا في الميزان الأخير ! 


على الإنسان أن يكون نقيّا ، أن لا يحمل غلّا ، أن يساهم في الخير وفي مساعدة الغير ، من كان الطالب أو كيفما كان الطلب  قدر المستطاع ، وأن يحاول اصلاح ما استطاع ، أن يقدم كل ذلك لله خالصًا له . أن يتحرى في كل ذلك الصدق في النيّة والعمل .. 


وقد آن الآوان لذلك .. آن الأوان لنقاء روحي وصفاء سريرتي ، آن ذلك حقّا : للعفو عن النّاس ، للرحمة والرأفة بهم ، للمساعدة والإفادة بكل قدر وكل جهد ، ولمحاولة زرع ذلك في نفوس الجميع .. قيل يومًا أن الانسان  يعيش لنفسه حياة مضاعفة، حينما يعيش للآخرين ، فبذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعآ ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء...


رزقني الله وإياكم الإخلاص .. 


جميع الحقوق محفوظة TH3 Professional security ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر