ذات يوم كنت أمشى فى شوارع دمشق , وإذا بجنازة تمرّ من أمامى , ورجل معها ينادى بمكبر الصوت : (سامحوه . الله يسامحكم) ويكررها , بنبرة توسل واستعطاف , وقال مرة أخرى : (لخاطر الله سامحوه) , فصدمنى المنظر ..
وظننت أن الميت صاحب هفوات وخطايا كبيرة , ولذلك يكون هذا التوسل المبالغ فيه , و تصورت جنازتى و أنها ستكون على هذه الهيئة , فرقّ قلبى , ودمعت عينى , وهزنى المنظر هزاً عنيفاً , ورأيت ساعتها أن الدنيا لا تساوى فلسين أحمرين , واحتقرت السمعة والجاه والترف ..
وصرت لا أفقه سوى : سامحوه الله يسامحكم , حتى سألت فقيل لى : إنّ ذلك هو عُرف أهل دمشق فى تشييع الموتى , فهدأت نفسى قليلاً , ولكن بعدما تلقنت درساً بليغاً , وازدريت البهارج , وقام عندى واعظ ذاتى يرينى تفاهة الباطل والعدوان وأكل حقوق الآخرين , أو التورط فى ديون بحيث يضطر الأهل للتوسل إلى الناس أن يبذلوا لميتهم العفو والمسامحة ..
وفى الحادث تلقين لكل ذى قلب يرجو النجاة , ولكل ذى منصب يتأول استعمال الشدة فيكرهه الناس .. أو لكل ذى صدارة دعوية وهو لا يتقن عمله , ولا يصل إلى درجة الاجتهاد واستفراغ الوسع فى الأداء , فيلومه الدعاة وينتقدونه .. ويرى ورثته ساعة تشييعه طلب المسامحة لخاطر الله !!
وظننت أن الميت صاحب هفوات وخطايا كبيرة , ولذلك يكون هذا التوسل المبالغ فيه , و تصورت جنازتى و أنها ستكون على هذه الهيئة , فرقّ قلبى , ودمعت عينى , وهزنى المنظر هزاً عنيفاً , ورأيت ساعتها أن الدنيا لا تساوى فلسين أحمرين , واحتقرت السمعة والجاه والترف ..
وصرت لا أفقه سوى : سامحوه الله يسامحكم , حتى سألت فقيل لى : إنّ ذلك هو عُرف أهل دمشق فى تشييع الموتى , فهدأت نفسى قليلاً , ولكن بعدما تلقنت درساً بليغاً , وازدريت البهارج , وقام عندى واعظ ذاتى يرينى تفاهة الباطل والعدوان وأكل حقوق الآخرين , أو التورط فى ديون بحيث يضطر الأهل للتوسل إلى الناس أن يبذلوا لميتهم العفو والمسامحة ..
وفى الحادث تلقين لكل ذى قلب يرجو النجاة , ولكل ذى منصب يتأول استعمال الشدة فيكرهه الناس .. أو لكل ذى صدارة دعوية وهو لا يتقن عمله , ولا يصل إلى درجة الاجتهاد واستفراغ الوسع فى الأداء , فيلومه الدعاة وينتقدونه .. ويرى ورثته ساعة تشييعه طلب المسامحة لخاطر الله !!
بقلم : محمد أحمد الرّاشد - عن صفحته في الفايسبوك