2013/03/14

الإسلام انتشر بالسّيف!




إنَّها دعوى بلا دليل، والدليل القائم، عليها لا معها، انشروا مصوّر (خريطة) العالم الإسلامي وانظروا، هل البلاد التي دخل إليها الإسلام عن طريق الفتح أكبر و أوسع و أكثر سكاناً، أم البلاد التي دخلها بعد انقضاء عهد الفتوح، وانطواء راياته، ولا يزال يدخل إلى اليوم بلاد جديدة؟


هل وصلت الفتوح إلى أندونيسيا وماليزيا و أواسط إفريقية؟ وهل بلغت كوريا واليابان، أم انتشر فيها الإِسلام وحده؟


وهل أكره الفاتحون الأوَّلون أحداً على الإسلام؟ لقد عرف التاريخ قُواداً فاتحين، كالإسكندر، وجنكيز، وبونابارت، وهتلر، وأمثلٍ لهم كثير، فأين الآن ما فتحوه؟


لقد كان زيتاً صببته على ماء، وهززته هزاً حتى حسبته قد مازجه وخالطه وصار معه سائلاً واحداً، فلمَّا بطل الهز عاد الزيت زيتاً والماء ماء. بقي في البلاد غالبون ومغلوبون، مفتوحة بلادهم وفاتحون.


أمَّا الفتح الإسلامي فقد كان كاختلاط الماء بالخل، صُبَّ ماء على الخل، ثمَّ انظر هل تقدر أن تفصل الخلَّ عن الماء؟ هذه الشام ومصر والعراق والبلاد التي بلغها الفتح هل تميِّز فيها الآن أبناء الجند الفاتحين، من أبناء البلاد الأولين؟


لقد جعلهم الإسلام أمة واحدة، ليست أمة العرب، ولا أمة الفرس، ولا أمة الترك، ولكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم :} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة { .


الإسلام انتشر بالسيف! إنَّها مقالة جاهل بالطبع البشري، على قائلها أن يخجل منها وأن يتوارى بها.



علي الطنطاوي رحمه الله – رجال من التاريخ –


جميع الحقوق محفوظة TH3 Professional security ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر